كلامه حلو بس في شيء مش راكب؟ جملة تتردد كثيرا .. يا فتاة، كم مرة شعرتِ أن كلام شخص ما “منمق بزيادة” أو أن ردوده مثالية لدرجة تثير الريبة؟ لا تقلقي، فأنت لست وحدك، والمفاجأة أن الكذب ليس سلوكًا نادرًا كما نتصور، في الواقع هو جزء من لعبة الحياة الاجتماعية التي نعيشها كل يوم، ونحن الآن بصدد ما يسميه البعض بالكذب الأبيض لا غيره و”الأكاذيب البيضاء” أحيانًا تُقال بهدف الحفاظ على العلاقات أو تجنب الإحراج… لكن تبقى الحقيقة أن بعض الناس يتفننون في التزييف.
كيف تعرفين أن الشخص الذي أمامك كاذب؟
في البداية، اعلمي أن الكذب لا يعني دومًا نية خبيثة، أحيانًا يكون الكاذب فقط شخصًا يحاول تلميع صورته أو تجنب صدام، ولكن معرفة الحقيقة مهارة ثمينة، وخصوصًا في زمن المجاملات المفرطة.
لماذا يكذب الناس؟
تقول خبيرة علم الحيوان “لوسي كوك” إن الخداع ليس حكرًا على البشر، بل موجود حتى في عالم الحيوانات! من التمويه إلى التحايل، فالكائنات تلجأ للكذب لحماية نفسها أو لتحسين فرصها، أما نحن، فكثيرًا ما “نجمّل الحقيقة” حفاظًا على مشاعر الآخرين أو لتفادي مشكلات.
لكن لنكن صريحات: الصدق الكامل أحيانًا لا يُحتمل، وتخيّلي أن تسمعي رأيًا صريحًا جدًا في كل قراراتك أو مظهرك فالأمر سيكون قاسيًا بلا شك، لهذا يبقى الكذب أحيانًا وسيلة اجتماعية ناعمة لتلطيف الأجواء.
اقرأ أيضا: “الوعي” يطالب بكشف ملابسات وفاة مسؤول تعليمي ( مدير إدارة الباجور ) بعد زيارة مفاجئة للوزير
لكن، كيف تعرفين أن الشخص الذي أمامك كاذب؟
إليك بعض الإشارات الذكية التي تساعدك في التقاط الكذبة قبل أن تُخدعي:
- لغة الجسد المتناقضة: إذا قال لكِ إنه سعيد بلقائك، لكن عيونه تتهرّب من عينيك أو ذراعيه مكتوفتان كأنه في موقف دفاعي، فثقي بإحساسك.
- تفاصيل زائدة أو ناقصة: الكاذب إما يبالغ بالتفاصيل لإقناعك أو يتجنبها تمامًا، وكلا الطرفين يستحق الانتباه.
- ردود فعل متأخرة: الكاذب غالبًا يحتاج لثوانٍ إضافية لصياغة “روايته”.
- نبرة صوت مختلفة: هل ارتفعت نبرته فجأة؟ أو صار صوته أكثر حدة أو جفافًا؟ ربما يحاول التحكم في انفعالاته.
حقيقة صادمة
عالم النفس “ريتشارد وايزمان” صرّح بأن ثلث البشر يكذبون يوميًا، واللافت أن بعض الدراسات وجدت أن السجناء أذكى من القضاة في كشف الكذب، لأنهم ببساطة اعتادوا قراءته.
كوني أكثر وعيًا، لا أكثر شكًا
مع كل هذا، لا يعني أن تشكي في كل من حولك، لكن عندما يهمك أمر شخص ما، ويبدو أن حديثه لا يستقيم، توقفي لحظة واسألي نفسك: هل هذا حقيقي أم مجرد سيناريو محبوك؟
وتذكّري دائمًا: كيف تعرفين أن الشخص الذي أمامك كاذب؟ .. الجواب في التفاصيل الصغيرة التي لا تُكذب.