عدت إلى منزل والدي حاملةً همومي معي، حزينةً على ما آل إليه وضعي بعدما كنت أعيش بين عائلة شعرت فيها بالأمان، وظننت أن هذه هي النهاية، وأن الوحدة ستكون قدري المحتوم، وكنت أستيقظ كل صباح متثاقلة الخطوات، دون شغف أو أمل في غدٍ أفضل، لكن الله دائمًا يخبئ لنا الخير في أشد اللحظات ظلمة.
وذات يوم بينما كنت أرتب صندوقًا قديماً وجدته في أحد أركان المنزل، وكانت المفاجأة التي قلبت حياتي فقد وقع بصري على صورة قديمة لوالدي مع أحد أصدقائه القدامى، تلك الصورة أيقظت داخلي رغبة عارمة لمعرفة المزيد عن والدَي وأصدقائهم. وبدأت في البحث عن هذا الصديق الذي ظهر في الصورة، وبعد عدة محاولات، توصلت إليه، وكان رجلاً مسنًا لكنه يتمتع بروح مرحة وحنونة، فقد رحّب بي وكأنني ابنته، وأخبرني الكثير عن ذكريات والدي، وعن قصص لم أسمعها من قبل.
المفاجأة التي قلبت حياتي
ذات مرة بينما كنت أزوره، قال لي: “لا يمكن لفتاة مثلك أن تعيش وحيدة، والدك كان رجلاً كريمًا، وواجبنا أن نرعى أبناءه”، ومن هنا، عرّفني على عائلته التي بدورها فتحت لي أبوابها، وشعرت وكأنني وُلدت من جديد، فقد كانوا كالعائلة التي فقدتها، حيث بدأوا بدعوتي إلى مناسباتهم وجمعاتهم، وأصبح لي مكان في قلوبهم.
وفي إحدى تلك المناسبات، المفاجأة التي قلبت حياتي حيث التقيت بأحد أقربائهم، فقد كان شابًا طيب القلب، متواضعًا ومحبًا للحياة، وبدأنا نتحدث عن قصصنا وتجاربنا، وتدريجيًا، وجدنا أنفسنا نتشارك الأحلام والآمال، وكان يُصّر دائمًا أن الألم يُعلّمنا كيف نكون أقوى، وأن الحياة دائمًا تعطي فرصة ثانية للفرح.

وبعد فترة من التعارف، طلب يدي للزواج، وكنت مترددة في البداية، خائفة أن أعيد الكرة وأعيش تجربة فقد جديدة، لكنه أقنعني أن الحب لا يخلو من المخاطرة، وأن الحياة لا تستحق أن نعيشها بخوف دائم، وافقت أخيرًا، وكان ذلك بداية فصل جديد مليء بالحب والدفء الذي كنت أفتقده.
اليوم، أكتب قصتي وأنا في منزلنا الصغير، محاطة بعائلة أحبها وتحبني، وتعلمت أن الحياة قد تكون قاسية، لكنها دائمًا ما تترك نافذة أمل مفتوحة، والأهم هو أن نثق بالله، ونسير في طريقنا رغم كل الصعاب.. لتكملة القصة من هنا