الجزء الثاني .. بين الأمس واليوم القصة التي لم أتوقع أن أعيشها

القصة التي لم أتوقع أن أعيشها حين توفى زوجي بعد ٥ سنوات من زواجنا، وكأن قلبه عاد إليه النبض سابقا حتى يدخلني بين أحضان أسرته ثم يفارق مرة أخرة.

لم يرزقني الله بأطفالٍ منه، لذا كنت وحيدة في شقتي، لكن عزائي الوحيد أن أمه وأخته كانوا يحبونني جدًا واصروا أني أسكن معهم في نفس المنزل حتى لا أسكن بمفردي، وبالفعل نزلت وعشت معهم، ومن هنا بدأت الحياة القاسية تلين مرة أخرى بوجودي في حضن أمه وأخته، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال ولم يطول وقت السعادة كما اعتدت.

فقد كانت زوجة أخوه من النوع الذي يتلذذ بتحطيم القلوب، حتى أنها كلما نزلت هي وزوجها لتناول الغداء معنا تتصرف بطريقة غريبة للفت نظري كأن تحضن زوجها وتمسك يده وتضعها على كتفها وتنظر أليه نظرات إغراء، وتضحك بصوت عالي كأنها تتعمد مدايقتي ولفت نظري، قائلة لي بنظراتها (فقد أصبحتي وحيدة دون زوج أو طفل)، حيث لم ينعم الله علي بنعمة الأمومة.

القصة التي لم أتوقع أن أعيشها

وقد كانت زوجة الأخ تتعمد لبس ملابس مثيرة أمامي وتتصرف بطريقة غير لائقة بمنزل عائلة دون أي تعليق من زوجها على تلك التصرفات، بل كان يجاريها في تصرفاتها، وتوالت الحماقات لتعلق بشكل مستفز على الطعام الذي أُعده أنا، وتطلب مني أُعد لها غيره، وتطلب مني تغيير ملابس ابنتها الصغيرة بحجة أنها ستقوم بعمل مساج لزوجها. 

إلى أن أخت زوجي لم يرضيها هذه التصرفات، وكانت دائمة مواساتي والدفاع عني، بأن تقول لها قومي بخدمة نفسك،فهذا المنزل ليس مكانا للمساج والأحضان، لابد أن تحافظي على احترامك أمامنا وأمام أرملة أخي، لديك منزلك لتفعلي به ما تشائين، وإذا لم يعجبك الطعام فتناولي الطعام بمنزلك أو اعدي لنا أنتي الطعام فهي ليست خادمة لك ولزوجك وأبنتك.

القصة التي لم أتوقع أن أعيشها
القصة التي لم أتوقع أن أعيشها

وكانت أخت زوجي تتكلم مع أمها غاضبة أن ما يفعلانه غاية في الوقاحة وإذا استمر الوضع على هذه الحال ستطردهم وتقول لهم إن لا ينزلا أبدًا إلى منزل الجدة، لكن الأم كان قلبها يعتصر خوفًا من فقد أبنها الآخر كما فقدت الأول، وتقول لبنتها أخذ مني الموت أخيك الأكبر ولا تحرميني من الأخر بالغضب، هي كانت حنونة وغير راضية عما يجرى لكن لا تعلم كيف تتصرف.

فكانت أخت زوجي كلما وجهت كلمة لزوجة أخيها بأن ما تفعلانه أمامنا لا يصح، وأن هناك من هي حزينة على فراق زوجها وأن ما تفعلانه أمامها يجعلها تشعر بالوحدة ومرارة العيش دون زوجها وعليهم مراعاة شعوري، يكون ردهم (نحن سنظل نتعامل معاملة العشاق في أي مكان سنكون سواء هنا أو في شقتنا ولن يمنعنا أحد).

فكانت كلما نزلوا للغداء تتحجج أخت زوجي بأنها مريضة لتأخذني وننزل إلى الشارع أو ونصعد إلى شقتي ولا نعود إلى أن يغادرا هما منزلا الجدة، للأسف كبرت المشاكل وأصبحت الأم في حزنٍ شديد ليلا ونهارا، فقررت الرجوع والعيش في منزل والدي وحيدة مرة أخرى، لكن الحياة تفاجئني دوما وكأنها تهمس لي (ستعيشين رغم أنف الجميع) .. يتبع من خلال الرابط بالضغط هنا

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *